بقلم: فريد وير/كريستيان ساينس مونيتور
27/11/2012
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
تقوم روسيا بإرسال طائرات محملة بالنقود لمساعدة رجل سوريا القوي بشار الأسد لدعم نظامه و تمويل صراعه المرير مع التمرد المستمر منذ سنتين و الذي أدى إلى مقتل ما يزيد على 30000 شخص. لقد قامت صحيفة برو بابليكا و هي صحيفة استقصائية غير ربحية مقرها نيويورك, بنشر تفاصيل الرحلة التي حصلت عليها على موقعها الخاص حيث تثبت هذه الوثائق أن طائرة شحن سلاح الجو السوري إليوشين -76 قد قامت على الأقل بثماني رحلات ما بين مطار فينكوفو في موسكو و دمشق ما بين 9 يوليو و 15 سبتمبر الصيف الماضي, حيث قامت في كل رحلة بشحن حوالي 30 طن من أوراق النقد السورية حديثة الطباعة.
و هذا يعني أن السيد الأسد قد تلقى ما يقرب من 240 طن من أوراق النقد, و هذا ما يقدره الخبراء بأنه يبلغ 240 مليون ورقة نقد جديدة من مختلف الفئات. الليرة السورية تساوي حاليا ما يقرب من 1.5 سنت أمريكي.
تفاصيل الرحلة التي تم نشرها من قبل برو بابليكا تظهر أن الرحلات التي قامت بها الطائرات السورية قد عبرت أجواء كل من أذربيجان و إيران و العراق, وذلك لتجنب المرور في المجال الجوي التركي. في أكتوبر قامت تركيا – التي تدعم حركة التمرد في سوريا- بإجبار طائرة سورية بالهبوط فوق أراضيها و اتهمت موسكو باستخدام الطائرات المدنية لتزويد دمشق بالسلاح.
حتى السنة الماضية, كانت أوراق النقد السورية تطبع في النمسا, و لكن الإتحاد الأوروبي قام بفرض 19 جولة من العقوبات ضد سوريا, و قد تضمنت هذه العقوبات فرض حظر على سك العملة, وذلك منذ أن بدأ التمرد في مارس 2011. بحسب التقارير, فقد توجه الأسد هذا العام إلى روسيا لتزويده بتدفق نقدي ثابت.
و قد اقتبست برو بابليكا من الاقتصادي السياسي إبراهيم سيف المقيم في الأردن قوله أن كميات النقود التي تقوم روسيا بتقديمها كبيرة جدا لدولة بحجم سوريا.
و يضيف :"أعتقد تماما أنهم لا يقومون بتبديل العملة القديمة بعملة جديدة مكانها. إنهم يقومون بطباعة النقود لأنهم يريدون أوراقا نقدية جديدة".
"إن معظم عوائد النقود التي تحصلها الحكومة من خلال الضرائب, و الخدمات الأخرى, قد جفت تقريبا".
و يضيف :"إنهم مستمرون في دفع الرواتب. كما أنهم لم يظهروا أي علامة على الضعف في الوفاء بالتزاماتهم المحلية. إن الطريقة الوحيدة التي تمكنهم من القيام بذلك هو الحصول على نوع من النقد".
المسئولون الروس لم يعلقوا لحد الآن على هذا التقرير, و لكنهم قاموا بالدفاع بقوة عن موقف موسكو الطويل في التعاون السياسي و الفني مع سوريا, و الذي يتضمن عقود سلاح معلقة تبلغ قيمتها ما يقرب من 5 مليار دولار أمريكي.
الرئيس السابق و رئيس الوزراء الحالي ديمتري ميدفيدف أخبر الصحفيين يوم الاثنين الماضي أن روسيا لا تشعر بأي حرج في الاستمرار في تزويد شريك قديم بإمدادات السلاح , لأنه لا يوجد أي قوانين دولية أو عقوبات معتمدة من الأمم المتحدة تجعل من هذا الأمر غير قانوني.
و قد نقلت وكالة إيتار تاس الرسمية عن ميدفيدف قوله :"التعاون العسكري ما بين روسيا و سوريا ليس بالأمر الجديد, و قد كان هذا التعاون قانوني دائما, في الواقع, فإن الأمر كان يتم بصورة مفتوحة. إننا لم نقم بتقديم أي شيء لنظام الرئيس الحالي يتنافى مع الاتفاقيات الدولية".
يقول الخبراء الروس بأنه من غير المحتمل أن يؤدي الكشف عن دور روسيا في تزويد الأسد بالمال الذي يحتاجه لدفعه إلى جنوده و تمويل عمليات الحكومة إلى إحداث أي تغيير لدى الكرملين, الذي يحمل وجهة نظر عن الصراع في سوريا مغايرة تماما عن تلك التي يحملها الغرب.
يقول سيرجي ستروكان وهو كاتب صحفي متخصص في الشئون الخارجية مع صحيفة كوميرسانت اليومية الليبرالية التي تصدر في موسكو :" المال ليس سلاحا, إنه وقود للاقتصاد".
ويضيف :" و حتى عند الحديث عن الأمور الأكثر حساسية, مثل مبيعات السلاح الروسي إلى سوريا, فإن القادة الروس لن يتقبلوا أي انتقاد, فلماذا سوف يشعرون بالقلق من اتهامهم بأن روسيا تقوم بطبعة النقد السوري؟".
كما يقول :" في الأساس, فإنك يمكن أن تأخذ هذا الأمر على أنه مؤشر آخر بأن روسيا قد وقفت بشكل تام مع الأسد في هذا الصراع. لقد تلقى الكرملين كل الضغط من الغرب بسبب دعمه للأسد, و قد تم إحراق جميع الجسور الدبلوماسية. و لهذا فإنه من الواضح بأن موسكو تأمل بأن يتمكن الأسد من التغلب على المتمردين, و سوف لن تتخلى عنه, على الأقل ليس في اللحظة الحالية". ش
المصدر : كلنا شركاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق