(( إدارة المخابرات العامة للثورة السورية ))
مكتب الأمن الوطني
مكتب التوجيه السياسي
9/5/2013
المعادلة الدولية اليوم باتت واضحة ، إما الحل السياسي القائم على المحاصصة السياسية وإما الحرب الطائفية والتقسيم ..
بعد أن فشل العالم كله عبر تغطيته على جرائم النظام واستمر بدعمه اللا محدود سياسياً وعسكرياً ليتمكن من حسم الثورة ، وضع الثورة أمام معادلة التقسيم أو نظام محاصصة سياسية
إجراءات التقسيم قد بدأت بالفعل عبر بداية مجازر الإبادة الطائفية في بانياس والبيضا من أجل تهجير السكان السنة من مدنهم وقراهم وتم تسليح العلويين في الساحل منذ زمن بعيد بكل صنوف الأسلحة ، وتم ترتيب البنية التحتية المدنية والعسكرية اللازمة لأن تتمكن تلك الدولة المزعومة من الحياة ، وبدأت الترتيبات اللازمة من أجل المحاصصة الجغرافية والسياسية بين الدول العظمى واسرائيل على غرار معاهدة سايكس بيكو لتقسيم سوريا .
1 – ستجتاح اسرائيل الحدود لتقضم أراض جديدة داخل سوريا وتقيم فيها جيشاً على غرار جيش لحد في لبنان بحجة تأمين حدودها من الجماعات المتطرفة وقد بدأت إرهاصات سحب القوات الدولية من خط وقف إطلاق النار في الجولان بعد الضربة الاسرائيلية وافتعال بعض الخروقات عبر الحدود السورية الإسرائيلية .
2 – يقدم النظام الأسلحة الاستراتيجية والكيميائية عربون موافقة العالم على هذه الدولة ولاسيما إسرائيل لتصبح سوريا بشطريها العلوي والسني منزوعة الأظافر .
3 – يحتفظ الإيرانيون بموطئ القدم في سوريا عبر تأمين حزب الله الذي دخل الحدود السورية ليكون له حصة من الأرض السورية ويكون هناك قاعدة متقدمة لإيران على المتوسط وعلى حدود اسرائيل تشمل لبنان والساحل السوري ، ويتم التفاهم مع الغرب والولايات المتحدة على الملف النووي الإيراني عربون ذلك الموقع ، وهذا يطمئن اسرائيل أيضاً .
4 – تحتفظ روسيا بالقاعدة العسكرية على البحر المتوسط ويمكن أن تعطى امتيازاً للتنقيب عن النفط والغاز الموجود في البحر المتوسط قبالة السواحل السورية واللبنانية .
5 – يعطى المسيحيون في الدولة العلوية الوليدة الضمانات اللازمة لعدم التعرض لهم والمشاركة في النظام السياسي في الدولة العلوية على غرار إتفاق الطائف في لبنان ، وهذا يرضي الفرنسيين وأوروبا عموماً ، ولاننسى أن الدولة العلوية كانت من الاساس مشروعاً فرنسياً إبان الاحتلال الفرنسي لسوريا .
إن تصريح وزيري الخارجية الروسي والأمريكي بهذه المعادلة يعني استعدادهما للقبول بها أمراً واقعاً مالم يتم القبول بالحل السياسي من طرف الثورة بالذات ، لأن النظام بكل بساطة اليوم يعمل من أجل الدويلة العلوية ولم يعد يهمه حكم سوريا بالكامل لأنه لم يعد قادراً على استرجاع وإحكام السيطرة على كل المناطق الجغرافية من سوريا ..
المسؤولية اليوم على قوى الثورة والجيش الحر كبيرة جداً وتاريخية وهنا لايوجد سوى حلين للتعامل مع هذه المعادلة ، إما قبول الحل السياسي وبالتالي وضع رؤية سياسية إلى الحد الأدنى المشترك الذي يمكن القبول به من الثواربدلاً من خسارة الساحل وأجزاء من حمص وحماة ،أو الاستمرار بالعمل العسكري من أجل إسقاط النظام نهائياً وهذا يعني بداية الحرب الطائفية وانتقال الحرب مع النظام إلى مستوى آخر يدخل في باب الحرب الإقليمية وربما العالمية فيما لو تعقدت الأمور أكثر ..
في كلتا الحالتين علينا أن نضع أمامنا وبالتحليل الموضوعي لمقومات القوة التي بأيدينا لنرى أي الخيارات يمكن أن نختارها ونتحمل المسؤولية عنها أمام الله والتاريخ ويدخل في باب هذا التحليل العوامل التالية :
- الوضع العسكري للجيش الحر ( تنظيمياً ، مالياً ، الإمداد ، نوعية السلاح ) .
- الوضع السياسي لقوى الثورة ( الحاضنة الشعبية ، الإئتلاف والمجلس الوطني ، الداخل الثوري السلمي ، وحدة الصف السياسي )
- الوضع الإقليمي السياسي واستعداده لتحمل انتشار الحرب بعد أن تصبح طائفية إلى عقر داره ، موقف الجامعة العربية بأعضائها ومدى موافقتهم على إنشاء دولة علوية وتقسيم سوريا ، مدى استعداد تلك الدول حقيقة لقبول زيادة في النفوذ الإيراني في سوريا وماهي أدواتهم لمنع ذلك )
- الوضع الإغاثي والاقتصادي المصاحب لتلك الحرب
- المكون الإقليمي السني ( بالتحديد ) وإمكانية تشكيل جبهة سنية سياسية وعسكرية واقتصادية للوقوف بوجه هذا المد الإيراني بأدوات شيعية وبموافقة دولية ( طبعاً نحن هنا نحلل أن الحرب ستصبح طائفية كما بشرنا بها الوزيران ، وكما يعمل النظام عليها )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق