الاثنين، 25 مارس 2013

حـروب المــخابرات في ســوريا



بغض النظر عن النشاط الإستخباري النشط في سوريا حاليا فهي من دون ذلك تقع
بجوار محطات المخابرات العالمية في كردستان وقبرص ولبنان

تاريخ المخابرات السورية دفع الثوار للحذر من الداخل إلا أن تشابك
المصالح بين أطراف الصراع الدولي جعل جزء من ذاك الحذر يتجه نحو الخارج

الغرب كان وما زال يحرص على تحقيق تواجد له في أي مسرح للأزمات الدولية
فمن غير ذلك التواجد الإستخباري لا يستطيع بناء رؤيته للأحداث

يعتمد الغرب على مخابرات الأنظمة الوظيفية للتعامل مع أي أزمة إقليمية
إلا أنه لا يراهن عليها كثيرا لضعف المنظومة المخابراتية في هذه الدول

هذا ما يدفع الغرب لبناء أفكاره بنفسه ولذا تعمد أمريكا لإنشاء محطة للسي
آي أيه بجوار أي مسرح للنزاعات كما فعلت قبل غزو أفغانستان والعراق

تدل وثائق حربي أفغانستان والعراق أن الجهد الإستخباري لأمريكا قطع نصف
الطريق لاحتلال البلدين بعد أن تمت عملية شراء الولاءات المحلية بنجاح


تشير بعض الدراسات إلى أن تكنلوجيا المخابرات كالأقمار الصناعية وأجهزة
الجس لا تغطي سوى نسبة بسيطة من العملية الإستخبارية أما الباقي فبالجهد
البشري

وهذا يربط التفوق المخابراتي بمدى الخبرات عند كل طرف ولذا ترصد السي آي
أيه ميزانيات ضخمة لتجنيد العملاء من كافة الطبقات الإجتماعية

الغرب يهتم بتجنيد موظفي المؤسسات الدولية كمراقبي الأمم المتحدة ومفتشي
وكالة الطاقة لتمكن هؤلاء من الدخول لأماكن الصراع وبشكل رسمي

أما التنظيمات التي يرغب الغرب في التعرف عليها فيتم ذلك عبر الصحفيين
غالبا لتمكنهم من التواجد ولحاجة تلك الجماعات ورغبتها بإيصال صوتها
للخارج


التقارير الأخيرة تشير إلى أن السي آي أيه تنشط حاليا داخل سوريا وليس
لمراقبة مواقع الكيماوي فهذه مهمة الأقمار الصناعية ولكن لأمر يتعلق
بالتدخل القادم

أمريكا تجهز ومنذ الآن للتعامل مع خطر الجهاديين على إسرائيل أو على أي
تسوية تقوم بين النظام والمعارضة على حساب الثورة

وبما أن عهد الزج بالجيوش الجرارة قد ولى مع الذكريات التعيسة في
أفغانستان والعراق فستلجأ أمريكا لاستراتيجيتها المرنة في حرب الجهاديين

الاستراتيجية الأمريكية المرنة تعتمد على ثنائي المخابرات والطائرات بدون
طيار فالأول يقتنص المعلومة والثاني يقتنص الهدف

السي آي أيه ستقوم بتأسيس قاعدة عمليات لتجنيد عملاء سوريين لإلقاء
الشرائح الألكترونية عند الأهداف المطلوبة كما في اليمن وباكستان

حرب الطائرات بدون طيار لا تهزم العدو عسكريا ولكن تشل حرية حركته وهذا
ما تحتاجه أمريكا ريثما يتم تشكيل قوة محلية تحل محل الكتائب الجهادية

أثناء سيطرة أنصار الشريعة على محافظة أبين باليمن كانت الطائرات بدون
طيار مصدر إزعاج ولم يتغير هذا الوضع حتى بدأت الحملات العسكرية بالتقدم

توجد عدة أساليب لمقاومة خطر الطائرات بدون طيار ولكني أعتقد بأن سلاح
الإعلام سيكون له الدور الأكبر في إجهاض ذلك

تدور في أمريكا الآن معارك حامية حول قانونية وأخلاقية استخدام الطائرات
بدون طيار وبدأ يتشكل رأي عام مناهض لهذه الحرب القذرة

نقطة ضعف أمريكا تتمثل بالرأي العام وأي توثيق إعلامي لحوادث الطائرات
بدون طيار في سوريا سيخلق حراك معارض كما حدث في ملف غوانتناموا



بقلم : عبدالله بن محمد ، باحث في الشؤون الاستراتيجية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق