الخميس، 13 ديسمبر 2012

القاتل عصفور باليد احسن من عشرة على الشجرة


ذكريات الثورة
المقدم خالد الحمود
بعد بداية الثورة السورية وبعيد احداث جسر الشغور بايام صدر امر من القيادة الاجرامية بتوجه الفوج 35 من درعا الى ادلب جسر الشغور وكان مكاني الشيخ سنديان القرية التي بجانب جسر الشغور وبعدها في بداما بعد 14 يوم
كان في سهل الروج لواء دبابات
فبدأت بمشروع ضخم ولكن اخطاء بعض الثوار احيانا قد تصيب بعض المشاريع بالمقتل دون علمهم فسامحهم الله قد تكون ارادة الله ان لا يتم ما كنا نخطط له
خططت يومها انا ومعي عشرة ضباط ومجموعة من الرقباء بالانشقاق بلواء دبابات وكنت انا اقدم رتبة بذلك الموضوع
فحددنا من الرقباء لكل رقيب مهمة وهي قتل الضابط الذي يقوده ولم نستطع تجنيده وكان معنا على تواصل ضباط برتب كبيرة وعدونا بان يلتحقوا على شرط ان تكون البداية منا نحن
فقمنا بالتخطيط للعملية وارسلت ضباط للشام من اجل ان نطلعهم على ما سنقوم به وكانت البداية لها توقيت محدد
فبدأ التوقيت وذلك في اجتماع سري كان بالقرب من اللواء بقرية هناك في بيت احد الشرفاء الذين ما قصرو مع الثورة
فقمت انا بدوري بتجهيز الاوضاع في بداما و انتظر قدومهم من الشام للضباط الذين ذهبوا للتنسيق الذي كان وجه لوجه
فذهبوا وبطريقهم حملوا ما تيسر من الزخيرة لثوار حمص وفي طريقهم الى دمشق وانا انتظر قدومهم ففي نفس اليوم كان الموعد لتنفيذ العملية وكنت انتظر على احر من الجمر فكنا سنتوجه باللواء اما الى جبل الزاوية او نحتل المنطقة الحدودية من بداما الى الحدود التركية
عادا الضباط وفي عودتهم اوقفهم الثوار من قرية كفر عويد الذين كانوا يعملون في سهل الروج وقاموا باعتقال الضابطين فاقنعهم ضابط بالذهاب معهم وبقي الاخر ينتظرهم وقال له لا تخبر احد عسى ان يكتمل الامر او اقنعهم وبعد استجداء وضرب الضابط اخذو له السيارة والسلاح الذي كان معه واخروه الى الساعة الثانية عشر منتصف الليل ونظرا لتاخر الضابط بلغ صديقه بما حدث واتى الضابط من الاعتقال بعد ان ارسلنا لهم من يقنعهن باننا في مشروع وبفعلهم هذا سيفشلون ما نخطط له فارسلت لهم انا تقنعهم ولكن اخرونا اكثر من 8 ساعات وفي تلك الاوقات تاخير ضابط ساعة عن الالتحاق يكون خلفه الف اشارة استفهام
وعاد الضابط فقامت المخابرات باعتقاله هو وصديقه فاتيت فورا الى المكان وئلت فعلمت ما حدث
وقتها قلت ان اعترفوا بما كنا نخطط له نكون قد حكمنا بالاعدام
فورا ارسلت سيارة واتت بزوجتي واولادي الى بداما وارسلتهم الى الحدود التركية قرية عين البيضا وقلت لها تبقى هناك ولا تقول لاحد بانها زوجة ضابط في ضيافة الثوري عبد الناصر الصالح
وبقيت انا في مكاني وجهزة نفسي لاسوء الامور قمت بوضع صندوق زخيرة رشاش وقناصة دراكنوف وزخيرة بندقية و12 قنبلة 2 دفاعيات و10 هجومية و و12 مخزن روسية وقناصة ورشاش وقاذف مع 6 قذائف و بندقية روسية ومخزن مع علبة طلقات ومنظار رؤية ليلي نهاري ولم ابقي شيء الا ووضعته في السيارة بالتسلسل دون علم احد بمساعدة بعض الجنود الذين كانوا معي من ادلب والرستن
وحتى مرة قمت بتدوير السيارة فلم تدور فورا اشتريت بطارية جافة خشيت ان تخذلني لان الله امرنا بالتوكل ولا بالتواكل والسماء لا تمطر ذهبا ساعات نومي قليلة ارهاب ورعب يفتت الحجر انتظر ما سيحدث وزوجتي على الحدود التركية وحتى لا استطيع السؤال عن ما حدث مع الضباط المعتقلين فمن عاش في سورية يعلم صدق ما اقول
تتصل بي زوجتي وتبكي لعدم سيطرتها على ابني الصغير او تخشى ان يكشف امرها وكانت خجولة جدا من بقائها في ذلك المكان بقيت اكثر من 15 عشريوم هناك وعندما خرج الضباط فلم يعترفوا الا بانهم خطفوا من ثوار ولم يطرح موضوع الانشقاق المخطط
كانت نظرتي من بداية الثورة لن انشق حتى استنفذ فرص المساعدة للشعب بكل الوسائل المتاحة ولا يهمني من انشق قبلي ولا بعدي فما يهمني هو رضا الله رب العالمين ومن ثم ضميري الذي ما تعودة خيانته ابدا فلحظة مساعة لمحتاج هي العمر بل عمر العمر
وعدة للعمل من جديد وتهريب الزخيرة ومد الثوار بكل ما اوتيت وعدة لتخريب العتاد الحربي ودس الدسائس من اضعاف روح معنوية ومنع اضرار الناس وتهريب المطلوبين وتهريب السلاح عبر المكان الذي اسيطر عليه و فببقاء زوجتي على الحدود وجدة راحة واستقرار بالعمل ولكن هذه القرية مليئة بالمخبرين وشى احدهم بوجود زوجة احد الضباط على الحدود للعقيد هيثم سليم عساف وهي امرأة كانت مخبرة فطلبني العقيد هيثم قال لي اين زوجتك قلت له تزور عند اهلها بمحمبل وبجرأة ودون خوف قمت بدق الرقم على الهاتف وقلت له اسئل ان لم تصدق وانا اوهمته بالاستغراب من هذا السؤال فقال لي كفى قلت له لماذا تسأل ففال لي لا لامر احيانا تكون بعض الاخبار كاذبة فبعدها قام البطل علاء حمودة بالذهاب الى عين البيضة وتهريب زوجتي واولادي واعادهم الى قرية محمبل وكان لنا قائد كتيبة 75 في محمبل اتصل به العميد وقال له تاكد من وجود زوجة المقدم خالد في بيت اهلها وكانت هناك وانتهى موضوع الانشقاق الفاشل او الذي افشله غباء الثوار بسلام وتابعنا الاندساس لاخر قطرة
كنا في النظام نعمل ولكن ما يعيق عملنا هو خوف بعض الضباط وعدم الثقة بين المدنيين والعسكريين مع وجود علاقة التاخي بينهم سابقا
والمثل الذي يقول عصفور باليد احسن من عشرة على الشجرة ويعمل به المدنيين كاد يقتلنا


المقدم خالد الحمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق